مر الجامع منذ إشراق فکرته والشروع فی تنفیذه وحتى افتتاحه وإقامة أول صلاة فی رحابه، بعدة مراحل تکشف عن فصول مهمة فی حکایة بناء أکبر معلم إسلامی فی تاریخ البلاد، ومنذ دخول الإسلام إلیها فی السنة السادسة للهجرة.
یشغل جامع الصالح الذی استغرق بناؤه ثمانیة أعوام وتکلف أکثر من مائة ملیون دولار، مساحة قدرها 224 ألف و821 مترا مربعا ویتسع لنحو 45 ألف مصلٍّ فی الداخل والخارج، ویستوعب موقف السیارات الخاص به 1900 سیارة، إلى جانب مساحات واسعة من الحدائق والممرات والأحزمة الخضراء.
وللجامع ست مآذن، أربع منها بطول 100 متر، واثنتان بطول 80 مترا، وتعتبر من أرفع المنارات فی منطقة الشرق الأوسط، ویحتوی على 23 قبة مختلفة الأحجام والارتفاعات، موزعة على مختلف الزوایا، وتعد هذه المآذن استخلاصا هندسیا وفنیا راقیا لتاریخ القباب فی عمارة المسجد باعتبارها أحد الرموز المهمة فی تاریخ فن العمارة والتی شهدت منذ عهد الدولة الأمویة وما زالت تطورا مستمرا على المستویین الفنی والهندسی.
فیما تبلغ مساحة قاعة الصلاة الرئیسیة فی الجامع 12883 مترا مربعا وتتسع لنحو 20 ألف مصلٍّ ویکسو أرضیتها الرخامیة سجاد باللون الأزرق مصنوع من الصوف النیوزیلندی عالی الجودة، جرى تصنیعه فی ترکیا بمواصفات خاصة بالجامع.
أما سقف هذا الجامع الذی یتراوح ارتفاعه بین 21 و24 مترا، فیعد لوحة فنیة بدیعة قوامها خشب السندیان الأحمر المنقوش والمزخرف بالأشکال الهندسیة المستوحاة من سقف الجامع الکبیر بصنعاء (أقدم المساجد الیمنیة)، وتتألف هذه الأسقف الخشبیة من عدة طبقات متدرجة إلى أعلى، وتم تجلید الجسور الفاصلة بینها بوحدات طویلة من نفس الخشب، روعی فی تصنیعها وترکیبها الدقة العالیة واستخدام أحدث المعدات وبإشراف أمهر الحرفیین والصناع.
وتتوسط سقف الجامع نماذج بدیعة ونادرة من التیجان والأقواس المجصصة، والثریات المتدلیة من السقف والقباب بأحجامها وأشکالها المختلفة صُنعت من الکریستال الخالص والنحاس المطعَّم بالبلاتینیوم للحفاظ على رونقه ولمعانه، بحیث توحی هذه الثریات بأشکالها وتصامیمها بنوع من التوافق والانسجام مع النقوش والزخارف الخشبیة ذات الطابع الإسلامی، وتزن أکبر نجفة بالجامع وتتدلى من القبة الکبرى 4.5 طن وتحتوی على 81 فانوسا، حفر على کل منها بفراغ فضائی ساحر اسم من أسماء الله الحسنى، ضمن الحیز الدائری المحیط بکل فانوس.
توجد بالجامع کلیة القرآن الکریم والعلوم الإسلامیة وتتکون من ثلاثة أدوار وتحتوی على 20 فصلاً دراسیاً وقاعات للمحاضرات ومکتبة خاصة للرجال وأخرى للنساء وقاعة لحفظ المخطوطات ومرافق صحیة.
