المدینة المنورة
لمحة جغرافیة عن المدینة المنورة
الموقع:
تعتبر المدینة المنورة من أشهر المدن فی العالم، وتقع فی المنطقة الغربیة من المملکة العربیة السعودیة على خطی طول (00 96 39 - 36 42 39)،وخطی عرض (00 21 24 - 00 36 24) وإحداثیاتها على الخریطة (24 28 48) شمالًا (39 35 24) شرقًا. وتبعد حوالی (400) کیلو متر شمال مکة المکرمة، وفی اتجاه الشرق. وعلى بعد حوالی (150) کیلو متر شرقی البحر الأحمر. وعلى ارتفاع حوالی (600) متر عن متوسط منسوب سطح البحر.
المساحة:
تبلغ مساحة المدینة المنورة حوالی (589) کیلو متر مربع. منها (293) کیلو متر مربع تشغلها المنطقة العمرانیة بالمدینة المنورة، أما باقی المساحة فهی خارج المنطقة العمرانیة.
المناخ:
المناخ فی المدینة المنورة -بشکل عام- جاف، ویتمیز بدرجات حرارة عالیة، تتراوح بین (28 - 42) درجة مئویة فی الصیف، وبین (11 - 24) درجة مئویة فی الشتاء.
أسماء المدینة المنورة
کان اسم المدینة المنورة قبل هجرة الرسول صلى الله علیه وسلم إلیها هو "یثرب"، ویقال أن هذا هو اسم رجل کان أول من سکن المدینة المنورة بعد الطوفان، وهناک أکثر من روایة حول سبب التسمیة؛ إلَّا أن الثابت أن العرب عند ظهور الإسلام کانوا یدعونها بهذا الاسم، ثم تغیر إلى اسم "المدینة المنورة" بعد الهجرة النبویة المبارکة.
وحسب المدینة المنورة أنها دار الإیمان ومتبوأ الهدى والفرقان والعاصمة الأولى للإسلام وحاضنة مسجد رسول الله وقبره الشریف، فالاسم المعروفة به هو "المدینة" وهو علم علیها إذا أطلقت کلمة المدینة دون إضافة، وقد ذکر هذا الاسم فی القرآن الکریم فی أکثر من موضع، کما ذکر فی السنة النبویة أیضًا، ویضاف إلیها "المنورة" لأنها أضاءت بنور الله وبهدی رسول الله صلى الله علیه وسلم.
ومن أسمائها شرفها الله -سبحانه وتعالى-:
طابة: فعن أبی حمید -رضی الله عنه- قال: أقبلنا مع النبی صلى الله علیه وسلم من تبوک حتى أشرفنا على المدینة فقال: «هذه طابة».
طیبة: وذلک لطیبتها وحلول الطیب صلى الله علیه و سلم بها؛ ولحدیث: "کانوا یسمون المدینة یثرب فسماها رسول الله صلى الله علیه وسلم طیبة".
الدار: لقوله تعالى: {والذین تبوأوا الدار والإیمان}.
الحبیبة: لحب رسول الله صلى الله علیه وسلم لها، وبحبه لها هی حبیبة إلى المسلمین جمیعًا.
حرم رسول الله صلى الله علیه وسلم: لما ورد عن رسول الله صلى الله علیه وسلم: «حَرَمُ إبراهیم مکة، وحَرَمی المدینة».
دار الهجرة: لأنها مهاجر رسول الله صلى الله علیه وسلم وصحابته الکرام -رضی الله عنهم-.
الفتح ودار الفتح: وذلک لأن جمیع الأمصار فتحت منها.
مأرز الإیمان: للحدیث الوارد فی الصحیحین أنه صلى الله علیه وسلم قال: «إن الإیمان لیأرز إلى المدینة کما تأرز الحیة إلى جحرها».
المحفوظة: لأن الله حفظها من الطاعون، والدجال، کما ورد فی أحادیث المصطفى صلى الله علیه وسلم.
دار الإسلام دار السلامة
قلب الإیمان قبة الإسلام
دار الأبرار دار السنة
دار الأخیار قریة الإسلام
ذات النخل ذات الحرار
المؤمنة المقدسة
المبارکة المختارة
الجابرة المجبورة
المرحومة المرزوقة
العذراء الغراء
البارة القاصمة
المحبة البرة
المشکورة الحسنة
الناجیة المسکینة
فضائل المدینة المنورة
ورد فی فضلها أحادیث کثیرة، منها ما تقدم، ومنها قوله صلى الله علیه وسلم: «إن المدینة کالکیر تنفی خبثها وینصع طیبها»، وحدیث: «من أخاف أهل المدینة أخافه الله وعلیه لعنة الله والملائکة والناس أجمعین»، وحدیث: «المدینة لا یدخلها الطاعون ولا الدجال»، وحدیث: «اللهم اجعل بالمدینة ضعفی ما جعلت بمکة من البرکة»، وغیرها کثیر.
المدینة المنورة عبر العصور
المدینة المنورة فی العصر الجاهلی:
کانت المدینة المنورة قبل هجرة النبی صلى الله علیه وسلم کانت تسمى "یثرب"؛ حیث ورد هذا الاسم فی قوله تعالى على لسان بعض المنافقین: {وإذ قالت طائفة منهم یا أهل یثرب لا مقام لکم فارجعوا} [الأحزاب: 13].
وقد غیر رسول الله صلى الله علیه وسلم اسمها من یثرب إلى المدینة ونهى عن استخدام اسمها القدیم. وتقول معظم المصادر العربیة على أن یثرب اسم لرجل من أحفاد نوح -علیه السلام-، وأن هذا الرجل أسس هذه البلدة فسمیت باسمه. ویُرجَّح أن یثرب کانت موجودة قبل أکثر من (1500) سنة من هجرة رسول الله صلى الله علیه وسلم إلیها. وقد شهدت یثرب ولفترة طویلة حروب ومعارک بین الأوس والخزرج بدأت بحرب سمیر وانتهت بموقعة الفجار الثانیة. وعرفت یثرب عددًا من العقائد والدیانات قبل الإسلام، منها: الوثنیة، والیهودیة، والحنیفیة.
المدینة المنورة فی العهد النبوی:
بعد البیعة الکبرى التی تمت بین رسول الله صلى الله علیه وسلم وبین المسلمین الیثربیین فی شعاب الجبال بین مکة المکرمة ومنى فی أشهر الحج بدأت یثرب رحلة جدیدة من عمرها، مرحلة استقبال رسول الله صلى الله علیه وسلم، وفی أواخر شهر صفر خرج رسول الله صلى الله علیه وسلم یصحبه أبو بکر الصدیق -رضی الله عنه-، ودلیل لهما، ووصل رکب رسول الله صلى الله علیه وسلم إلى قباء فی الثانی عشر من ربیع الأول بعد أن اشتدت الظهیرة، ومکث رسول الله صلى الله علیه وسلم فی قباء من ظهر الاثنین 12 ربیع الأول إلى صباح الجمعة 16 ربیع الأول وخلال إقامته أسَّسَ المسجد الذی ما زال حتى الآن یعرف بـ"مسجد قباء". وفی صباح الجمعة خرج رسول الله صلى الله علیه وسلم ومعه طائفة من المسلمین متوجهًا إلى قلب یثرب، وغیر بعید عن قباء حل وقت صلاة الجمعة فنزل رسول الله صلى الله علیه وسلم فی دار بین سالم بن عوف فی بطن الوادی ومعه من حضر من المسلمین وأسس فی ذلک الموقع مسجدًا سمی فیما بعد "مسجد الجمعة". کان الموقع الذی برکت فیه الناقة أرضًا خالیة، فیها بقایا نخل وقبور قدیمة، فأمر رسول الله صلى الله علیه وسلم بتسویة الأرض وتنظیفها، وخط لهم فیها المسجد الذی أصبح اسمه: "المسجد النبوی"، وانتدب الرسول صلى الله علیه وسلم والمسلون للعمل فی بنائه. وقد اهتم الرسول صلى الله علیه وسلم والمسلمون للعمل فی المدینة بالبناء العقدی للمجتمع الجدید، ویستقبل أعدادًا جدیدة من سکان المدینة الذین لم یسلموا بعد وأنشأ الدولة الإسلامیة الحدیثة وهکذا حتى توفی فی السنة الحادیة عشر للهجرة.
المدینة المنورة فی عهد الخلفاء الراشدین:
- بعد وفاة رسول الله صلى الله علیه وسلم تمت مبایعة أبی بکر الصدیق -رضی الله عنه-، وکان من أهم إنجازاته: محاربته المرتدین فی الحروب التی سمیت "حروب الردة". ولم تمضِ أشهر قلیلة من السنة الثالثة عشرة للهجرة حتى کانت المدینة عاصمة لمنطقة تشمل الجزیرة العربیة کلها والأردن وطرفًا من فلسطین وجنوب بلاد الشام وشرق العراق، وکان أهلها إما مسلمین وإما معاهدین یدفعون الجزیة.
- وقد شهدت خلافة عمر تزاید حرکة الفتوح التی بدأت فی عهد أبی بکر وشهد المسجد النبوی أول توسعة له، وجاء الفرج بعد عام الرمادة، کما تم إجلاء غیر المسلمین.
- وتمت مبایعة عثمان بن عفان وبدأت معالم التنفیذ فقد زاد عطاء الناس کما کان علیه فی عهد عمر وکان الجهاد مستمرًا خارج المدینة ففتح للمسلمین مدنًا فی أرض الروم وأرمینیا ویصل إلى کابل. وتم توسعة وتجدید المسجد النبوی.
- وبدأت خلافة علی فی ظروف صعبة أعقبت الفتنة؛ لذلک جعل همه الأول توفیر الأمن فی المدینة ذاتها، وحمایة أهلها من الأعراب والسبئیین. ومع عام (36) بدأت مرحلة جدیدة من حیاة المدینة المنورة، مرحلة خرجت منها الخلافة إلى خارج الحجا.
السکان:
- قبائل الأنصار: وهم الأوس والخزرج السکان الأصلیین للمدینة المنورة بقی منهم بعض العوائل.
- قبیلة الأشراف: وهم أمراء المدینة المنورة سابقًا وجلهم إلى الآن فیها ومعظم من بنی الحسین.
- قبائل أخرى نزحت إلى المدینة بعد زوال الأسوار المحیطة بالمدینة المنورة ومن أشهرها حرب وجهینة.