جامع “الحاکم بأمر الله” هو ثانى أکبر مساجد القاهرة بعد مسجد أحمد بن طولون. ویعتبر الجامع لؤلؤة شارع المعز وبالأخص فى المساء من روعة الإضاءة التى یتزین بها .
و “الحاکم بأمر الله” من أکثر الحکام الذین شهد عهدهم عدید من الحکایات التى أثارت الجدل فى حیاته وبعد مقتله فهو من أمر بمنع “الملوخیة” من دخول مصر، وکذلک عدم بیع السمک بغیر قشره وغیرها من الغرائب التى کان عهده حافلا بها.
جامع الحاکم بأمر الله، هو مسجد بنی عام 380 هـ فی عهد العزیز بالله الفاطمی الذی بدأ فی سنة 379هـ (989م) فی بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولکنه توفى قبل إتمامه فأتمه ابنه الحاکم بأمر الله 403هـ (1012-1013م) لذا نسب إلیه وصار یعرف بجامع الحاکم.
ویبلغ طوله 120,5 مترا وعرضه 113 مترا وفى نهایتى واجهته البحریة (الشمالیة الغربیة) توجد المئذنتان ویحیط بهما قاعدتان عظیمتان هـرمیتا الشکل وتترکب کل قاعدة من مکعبین یعلو أحدهما الآخر والمکعب العلوى موضوع إلى الخلف قلیلا فوق السفلى ویبلغ ارتفاع الأخـیر ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من کل من المکعبین العلویین مئذنة مثمنة الشکل .
للجامع مکانة کبیرة عند الناس، ویتواجدون به کثیراً خصوصاً خلال شهر رمضان. ویقومون على رعایة الجامع بالجهود الذاتیة.
یقع الجامع فی بدایة شارع المعز لدین الله، وهو ملاصق لسور القاهرة الشمالی ولا یبعد إلا بضع خطوات عن بوابتی الفتوح والنصر.
وکان الجامع عند إنشائه یقع خارج السور الذی بناه من الطوب حول مدینة القاهرة الفاطمیة جوهر الصقلی قائد الخلیفة المعز لدین الله عام 359 هـ / 970 م. وعندما قام بدر الجمالی وزیر الخلیفة المستنصر عام 480 هـ / 1087 م بتوسعة المدینة من الناحیتین الشمالیة والجنوبیة لمسافة 150 م، أقام السور الشمالی بالحجر ملاصقاً تماماً للجدار الشمالی الشرقی للجامع, القاهرة, مصر
وما یلفت النظر فی جامع الحاکم جمال الزخارف وتطور الکتابة الکوفیة فی شریط الکتابة الذی یسیر تحت السقف وعلى المئذنتین، وفیما بقى من النوافذ الصغیرة الموجودة فی القبة التی تعلو المحراب. ویعتبر جامع الحاکم ثانی مساجد القاهرة اتساعا بعد جامع احمد بن طولون.
وقد تأثر الجامع بالزلزال الذی حدث سنة 702هـ (1303م) فتهدمت کثیر من العقود والأکتاف الحاملة لها. وسقط السقف. وهوت قمتا المئذنتین. وکان السلطان الناصر محمد فی ولایته الثانیة فأمر أحد أمرائه وهو بیبرس الجاشنکیر فور وقوع الزلزال بإصلاح الجامع وإعادة بناء ما تهدم منه وتدعیم المئذنتین، فتم ذلک سنة 1303م. کما جدده السلطان حسن سنة 1359م .