الحمد لله الذی خلق فسوى، وقدر فهدى، والصلاة والسلام على نبینا محمد وعلى آله وصحبه ومن بهدیه اهتدى، أما بعد: فإن تفاعل أهل الحی مع المسجد أمر مهم للغایة؛ لأنه یوفر للقائمین على المسجد کثیراً من النتائج الطیبة، ویخفف عنهم مشاکل کثیرة لیسوا بغنى عن أهل الحی فی حلها.
وأهل الحی هم رواد المسجد وعماره، ومن بینهم تخرج الثمرات الطیبة التی یصلح الله بها المجتمع، وکلما کان تفاعلهم مع المسجد أکبر کلما کان المسجد حیاً مؤثراً.
ولیکون أهل الحی فی تفاعل مستمر مع المسجد فلا بد من الأخذ بالأسباب الآتیة:
1- أن یشرکهم الإمام بقضایا المسجد ومن ذلک:
أ- حل المشاکل وعدم الانفراد بحلها.
ب- التفاعل مع الاقتراحات التی یقدمونها وعدم إهمالها بقدر الاستطاعة.
ت- المشارکة فی إکمال احتیاجات المسجد - إن لم یکن له داعم دائم -.
2- احترام أهل الحی، وتقدیر کبرائهم وأهل العلم منهم والمکانة، وخاصة رواد المسجد منهم، لأن الإمام کلما احترم الناس وقدرهم کلما کانوا محبین له، وباذلین فی سبیل ما یحقق رسالة المسجد.
3- زیارة أهل الحی، وتفقد أحوالهم، وعیادة مریضهم، یشعر أهل الحی بالترابط الوثیق بینهم وبین المسجد، والقائمین علیه.
4- إذا کانت الأحیاء تشتمل على أسر فقیرة محتاجة إلى العون فلیکن الإمام ومن معه على معرفة تامة بهذه الأسر حتى یوفر لهم العون من إخوانهم المصلین من أهل الحی أو من غیرهم، وهذا یشعر أهل الحی الفقراء بأن لهم إخواناً یقومون بأمرهم، وکل ذلک یؤدی إلى معرفة أن المسجد دار رعایة وکفالة، کما أنه مکان للصلاة والذکر، فیکون الأهالی متفاعلین مع ذلک المسجد.
5- إقامة مسابقات رجالیة ونسائیة لأهل الحی، ورصد الجوائز لها، وهذا یؤدی إلى ارتباط أهل الحی وتفاعلهم مع المسجد، لأن أنشطةً مثل تلک تؤدی إلى نتائج طیبة بین الناس وبین مسجد حیهم.
6- توزیع کتیبات وصوتیات نافعة من محاضرات ودروس علمیة مختلفة، وأهم من ذلک توزیع نشرات أو مطویات تهدف إلى تغییر منکر موجود فی الحی، أو التذکیر بعمل صالح کصیام أو صدقة أو نحو ذلک، وخاصة فی المناسبات المختلفة، وأوقات العبادات السنویة.
7- یمکن للقائم على المسجد أن یعقد بعض الاجتماعات الشهریة أو السنویة أو بحسب الحاجة مع بعض أهل الحی، أو إذا دعت الحاجة لذلک، ونجاح مثل هذا یعود إلى شخصیة الإمام والإدارة، واستطاعتها توصیل الرسالة إلى المجتمعین فیما یخص شؤون المسجد أو غیر ذلک.
هذه بعض الأسالیب والأنشطة والأسباب التی تجعل أهل الحی متفاعلین مع مسجدهم الذی یکون مشعل خیر، وإضاءة إیمان، وإشراقة نور للأحیاء والأریاف، وقد جربت کثیر من تلک الوسائل فنجحت وآتت ثمارها إلى ما شاء الله.