الموقع التخصصي للمسجد، تعد محافظة كفر الشيخ من المحافظات التي تتميز بالمواقع الأثرية ذات التراث القديم في العديد من مدن المحافظة، وعلى رأسها مدينة "فوه" التي كانت سببا في تميز المحافظة عن باقي محافظات الجمهورية بالتراث الإسلامي الأثري، ولذلك أطلقوا عليها "مدينة المساجد" لأن بها 365 مسجدا بعدد أيام السنة، أغلبها أثرية تم إنشاؤها من العصور القديمة المختلفة، حيث تتميز تلك المساجد عن بعضها البعض، باللمسات الفنية التي ترجع إلى عصر بناء كل مسجد، وفطنة الحاكم أو الوالي في هذا العصر.
"بوابة روزاليوسف" رصدت جامع ومسجد "العمري" الأثري بمدينة فوه التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وتاريخ إنشائه، وأسباب تميزه عن باقي مساجد المحافظة، وكيفية تصميمه الهندسي والإسلامي، وجاء كالاتي.
يعد مسجد وجامع "العمري" من أقدم المساجد الأثرية الموجودة بمدينة فوه بصفة خاصة ومحافظة كفر الشيخ بصفة عامة، وذلك لأنه هو أول مسجد تم إنشاؤه على يد الفاتحين لمدينة فوه للإسلام في سنة 21 أو 22 هجرية، وسمي "العمري" لأنه تم إنشاؤه في عهد الخلفية عمر بن الخطاب، بعد فتح مصر على يد الصحابي عمرو بن العاص، كما تم تجديده وترميمه في القرن الـ13 الهجري في سنة 1271 هجرية على يد رجل يسمى عبد الله البرلسي والتي تم دفنه فيه بعد وفاته، وما زال ضريح هذا الرجل موجودا بالمسجد حتى الآن.
ويتميز مسجد وجامع "العمري" الأثري بمدينة فوه بالتخطيط الإسلامي في بنائه، مثل تخطيط مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة تماماً، لأنه تم إنشاؤه في عهد الصحابة، وهذا التخطيط ما يعرف بـ"الصحن المكشوف" في وسط سقف المسجد وبجواره 4 أروقة، وذلك بغرض التهوية والإضاءة، بالإضافة إلى بناء مدخل المسجد الرئيسي الموجود في الجهة الشمالية الشرقية للمسجد بالطوب «المنجور» وهو عبارة عن لونين للطوب نفسه الأول أسود، والثانية أحمر داكن، ويعد ذلك نوع من أنواع الزخرفة البسيطة الموجودة في وجه بحري في هذا العصر.
ويحتوي مسجد وجامع "العمري" الأثري أيضا بداخله على 30 عمودا، و4 ظلات أكبرها ظلة المحراب، فضلا على أن هذا المسجد الأثري لا يوجد به مئذنة حتى الآن، ويرجع ذلك إلى أن الظروف المادية للفاتحين الذين قاموا ببناء المسجد لم تساعدهم على إقامة مئذنة، وحتى من قام بتجديده وترميمه لم يقم مئذنة للمسجد، وبقي إلى اليوم بغير مئذنة.
وقال أحمد الخولي، مفتش الآثار بمنطقة آثار فوة، إن جامع ومسجد "العمري" من أهم المساجد الأثرية بمدينة فوة من حيث التاريخ، كما أنه هو المسجد الوحيد بمحافظة كفر الشيخ التي تم بناؤه بالتخطيط الإسلامي القديم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
وأضاف الخولي أن مسجد العمري يجمع بين الحضارتين الرومانية والإسلامية لأنه تم إنشاؤه في ظل انتشار الكنائس والمعابد الرومانية، مؤكداً أن مدينة "فوة" تلقب بالعديد من الألقاب أهمها لقب "مدينة اجتماع الحضارات"، وذلك لأنها تجمع الكثير من الحضارات وعلى رأسها الحضارة الرومانية، داعيا كلاً من وزارتي الأوقاف، الآثار، بضرورة عملة صيانة دورية لهذا المسجد الفريد من نوعه للحافظ عليه.