بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ سورة الجن 18
العبادة كما تقدم لها مفهوم كبير وشامل لمختلف مسائل الحياة ، ويمكن أن تكون جميع تصرفات العبد عبادة لله سبحانه ويمكن أن يحقق العبد العبادة وأمور معاشه وذهابه ومجيئه كلها مستمرة وغير متوقفة .
الجلوس في المسجد عبادة
عن الإمام الصادق عليه السلام قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ( الْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ انْتِظَارَ الصَّلاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ يُحْدِثْ . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا يُحْدِثُ ؟ قَالَ الاغْتِيَابَ ) [1] .
وعَنِ السَّكُونِيِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ( الْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ لانْتِظَارِ الصَّلاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ يُحْدِثْ . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْحَدَثُ ؟ قَالَ الْغِيبَةُ )[2].
وَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ : ( مَنْ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى صَلاةٍ فَرِيضَةٍ يَنْتَظِرُ وَقْتَهَا فَصَلاهَا فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا وَ خُشُوعَهَا ثُمَّ مَجَّدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَظَّمَهُ وَ حَمَّدَهُ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ صَلاةٍ أُخْرَى لَمْ يَلْغُ بَيْنَهُمَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُعْتَمِرِ وَ كَانَ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ )[3].
ضيوف الله
في الصحيح عَنْ كُلَيْبٍ الصَّيْدَاوِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي ، أَلا إِنَّ عَلَى الْمَزُورِ كَرَامَةَ الزَّائِرِ )[4].
وَفِي الْعِلَلِ مِثْلَهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ : وَ حَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ .
وَفِي كِتَابِ الإِخْوَانِ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِنْ خَالِصَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ زَارَ أَخَاهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ زَوْرُ اللَّهِ وَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ زَوْرَهُ وَ يُعْطِيَهُ مَا سَأَلَ ، وَ رَجُلٌ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَعَقَّبَ انْتِظَاراً لِلصَّلاةِ الأُخْرَى فَهُوَ ضَيْفُ اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ ضَيْفَهُ ، وَ الْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ فَهُمَا وَفْدُ اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ وَفْدَهُ )[5].
وَفِي الْخِصَالِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام فِي حَدِيثِ الأَرْبَعِمِائَةِ قَالَ : ( الْمُنْتَظِرُ وَقْتَ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ مِنْ زُوَّارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ وَ أَنْ يُعْطِيَهُ مَا سَأَلَ وَ الْحَاجُّ الْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ وَفْدَهُ وَ يَحْبُوَهُ بِالْمَغْفِرَةِ )[6].
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( مَنْ أَقَامَ فِي مَسْجِدٍ بَعْدَ صَلاتِهِ انْتِظَاراً لِلصَّلاةِ فَهُوَ ضَيْفُ اللَّهِ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ ضَيْفه )[7].
كنوز الجنة
وعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ( انْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ) [8]
وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَتَرَهَّبَ قَالَ : ( لا تَفْعَلْ يَا عُثْمَانُ فَإِنَّ تَرَهُّبَ أُمَّتِي الْقُعُودُ فِي الْمَسَاجِدِ انْتِظَارَ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ )[9].
ثواب الجلوس في المسجد
وَفِي الْمَجَالِسِ وَ الأَخْبَارِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي وَصِيَّتِهِ لَهُ قَالَ : ( يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ يُعْطِيكَ مَا دُمْتَ جَالِساً فِي الْمَسْجِدِ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ فِيهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ وَ تُصَلِّي عَلَيْكَ الْمَلائِكَةُ وَ يُكْتَبُ لَكَ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ فِيهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ يُمْحَى عَنْكَ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ ، يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَعْلَمُ فِي أَيِّ شَيْءٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) قُلْتُ لا قَالَ فِي انْتِظَارِ الصَّلاةِ خَلْفَ الصَّلاةِ يَا أَبَا ذَرٍّ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ مِنَ الْكَفَّارَاتِ وَ كَثْرَةُ الاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ يَا أَبَا ذَرٍّ كُلُّ جُلُوسٍ فِي الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إِلا ثَلاثَةً : قِرَاءَةُ مُصَلٍّ أَوْ ذَاكِرٌ لِلَّهِ تَعَالَى أَوْ مُسَائِلٌ عَنْ عِلْمٍ )[10].
اسْتِحْبَاب الطَّهَارَةِ لِدُخُولِ الْمَسَاجِدِ
وفي الصحيح عن مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : ( عَلَيْكُمْ بِإِتْيَانِ الْمَسَاجِدِ فَإِنَّهَا بُيُوتُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَ مَنْ أَتَاهَا مُتَطَهِّراً طَهَّرَهُ اللَّهُ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ كُتِبَ مِنْ زُوَّارِهِ ... الْحَدِيثَ )[11].
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ( أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَات ِ؟ قِيلَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَ كَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ وَ مَا مِنْ أَحَدٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّراً فَيُصَلِّي الصَّلاةَ فِي الْجَمَاعَةِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ يَقْعُدُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ الأُخْرَى إِلا وَ الْمَلائِكَةُ تَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ الْحَدِيثَ )[12].
المساجد نور
وعن الإمام الصادق عليه السلام قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ( قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَلا إِنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ تُضِيءُ لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِيءُ النُّجُومُ لأَهْلِ الأَرْضِ أَلا طُوبَى لِمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُ أَلا طُوبَى لِعَبْدٍ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي أَلا إِنَّ عَلَى الْمَزُورِ كَرَامَةَ الزَّائِرِ أَلا بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلُمَاتِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )[13].
عقوبة تارك المسجد
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا صَلاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلا فِي مَسْجِدِهِ )[14].
وفسر ذلك بما قَاله الشَّيْخ الطوسي: إِنَّمَا أَرَادَ لا صَلاةَ فَاضِلَةً كَامِلَةً دُونَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ رَفْعَ جَوَازِهَا.
وعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : ( لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ مِنْ جِيرَانِ الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ فَارِغاً صَحِيحاً )[15].
وعَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ يَقُولُ : ( لَيْسَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ صَلاةٌ إِذَا لَمْ يَشْهَدِ الْمَكْتُوبَةَ فِي الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ فَارِغاً صَحِيحاً )[16].
وعَنِ ابْنِ سِنَانٍ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ أُنَاساً كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَبْطَؤُوا عَنِ الصَّلاةِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ( لَيُوشِكُ قَوْمٌ يَدَعُونَ الصَّلاةَ فِي الْمَسْجِدِ أَنْ نَأْمُرَ بِحَطَبٍ فَيُوضَعَ عَلَى أَبْوَابِهِمْ فَتُوقَدَ عَلَيْهِمْ نَارٌ فَتُحْرَقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتُهُمْ )[17].
عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ اشْتَرَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى جِيرَانِ الْمَسْجِدِ شُهُودَ الصَّلاةِ وَقَالَ : ( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ لا يَشْهَدُونَ الصَّلاةَ أَوْ لآَمُرَنَّ مُؤَذِّناً يُؤَذِّنُ ثُمَّ يُقِيمُ ثُمَّ لآَمُرَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَلَيُحْرِقَنَّ عَلَى أَقْوَامٍ بُيُوتَهُمْ بِحَزْمِ الْحَطَبِ لأَنَّهُمْ لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ )[18].
إبعاد من لا يصلي في المسجد
عَنْ رُزَيْقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ رُفِعَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِالْكُوفَةِ أَنَّ قَوْماً مِنْ جِيرَانِ الْمَسْجِدِ لا يَشْهَدُونَ الصَّلاةَ جَمَاعَةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ عليه السلام : ( لَيَحْضُرُنَّ مَعَنَا صَلاتَنَا جَمَاعَةً أَوْ لَيَتَحَوَّلُنَّ عَنَّا وَ لا يُجَاوِرُونَّا وَلا نُجَاوِرُهُمْ )[19].
شكوى المساجد
وَعَنْ رُزَيْقٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : ( قَالَ شَكَتِ الْمَسَاجِدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الَّذِينَ لا يَشْهَدُونَهَا مِنْ جِيرَانِهَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا : وَعِزَّتِي وَ جَلالِي لا قَبِلْتُ لَهُمْ صَلاةً وَاحِدَةً وَلا أَظْهَرْتُ لَهُمْ فِي النَّاسِ عَدَالَةً وَلا نَالَتْهُمْ رَحْمَتِي وَ لا جَاوَرُونِي فِي جَنَّتِي )[20].
المقاطعة لمن لا يصلي في المسجد
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بَلَغَهُ أَنَّ قَوْماً لا يَحْضُرُونَ الصَّلاةَ فِي الْمَسْجِدِ فَخَطَبَ فَقَالَ : ( إِنَّ قَوْماً لا يَحْضُرُونَ الصَّلاةَ مَعَنَا فِي مَسَاجِدِنَا فَلا يُؤَاكِلُونَا وَلا يُشَارِبُونَا وَلا يُشَاوِرُونَا وَلا يُنَاكِحُونَا وَلا يَأْخُذُوا مِنْ فَيْئِنَا شَيْئاً أَوْ يَحْضُرُوا مَعَنَا صَلاتَنَا جَمَاعَةً وَإِنِّي لأُوشِكُ أَنْ آمُرَ لَهُمْ بِنَارٍ تُشْعَلُ فِي دُورِهِمْ فَأُحْرِقَهَا عَلَيْهِمْ أَوْ يَنْتَهُونَ ) قَالَ فَامْتَنَعَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ مُؤَاكَلَتِهِمْ وَمُشَارَبَتِهِمْ وَ مُنَاكَحَتِهِمْ حَتَّى حَضَرُوا الْجَمَاعَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ [21].
وعَنْ رُزَيْقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ جَمَاعَةً رَغْبَةً عَنِ الْمَسْجِدِ فَلا صَلاةَ لَهُ وَلا لِمَنْ صَلَّى مَعَهُ إِلا مِنْ عِلَّةٍ تَمْنَعُ مِنَ الْمَسْجِدِ ).
معطيات المسجد
عَنِ الأَصْبَغِ أنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام كَانَ يَقُولُ : ( مَنِ اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ أَصَابَ إِحْدَى : الثَّمَانِ أَخاً مُسْتَفَاداً فِي اللَّهِ أَوْ عِلْماً مُسْتَطْرَفاً أَوْ آيَةً مُحْكَمَةً أَوْ يَسْمَعَ كَلِمَةً تَدُلُّهُ عَلَى هُدًى أَوْ رَحْمَةً مُنْتَظَرَةً أَوْ كَلِمَةً تَرُدُّهُ عَنْ رَدًى أَوْ يَتْرُكَ ذَنْباً خَشْيَةً أَوْ حَيَاءً )[22].
عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( يَا فَضْلُ لا يَأْتِي الْمَسْجِدَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ إلا وَافِدُهَا وَ مِنْ كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ إِلا نَجِيبُهَا . يَا فَضْلُ لا يَرْجِعُ صَاحِبُ الْمَسْجِدِ بِأَقَلَّ مِنْ إِحْدَى ثَلاثِ خِصَالٍ إِمَّا دُعَاءٍ يَدْعُو بِهِ يُدْخِلُهُ اللَّهُ بِهِا الْجَنَّةَ وَإِمَّا دُعَاءٍ يَدْعُو بِهِ فَيَصْرِفُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ بَلاءَ الدُّنْيَا وَإِمَّا أَخٍ يَسْتَفِيدُهُ فِي اللَّهِ... الْحَدِيثَ).
رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَيُرِيدُ عَذَابَ أَهْلِ الأَرْضِ جَمِيعاً حَتَّى لا يُحَاشِيَ مِنْهُمْ أَحَداً فَإِذَا نَظَرَ إِلَى الشِّيبِ نَاقِلِي أَقْدَامِهِمْ إِلَى الصَّلَوَاتِ وَ الْوِلْدَانِ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فَأَخَّرَ ذَلِكَ عَنْهُمْ[23].
المتعلق بالمسجد في ظل الله
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلٌ وَ شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ وَ رَجُلانِ كَانَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَ جَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا يَتَصَدَّقُ بِيَمِينِهِ)[24].
كرامة الزائرين للمساجد
وَفِي الْمُقْنِعِ قَالَ رُوِيَ أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ أَنَّ بُيُوتِي فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ فَطُوبَى لِمَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي وَ حَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ )[25].
وعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : ( الْجَلْسَةُ فِي الْجَامِعِ خَيْرٌ لِي مِنَ الْجَلْسَةِ فِي الْجَنَّةِ لأَنَّ الْجَنَّةَ فِيهَا رِضَى نَفْسِي وَ الْجَامِعَ فِيهِ رِضَى رَبِّي )[26].
ثواب المشي إلى المساجد
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( مَنْ مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ يَضَعْ رِجْلاً عَلَى رَطْبٍ وَ لا يَابِسٍ إِلا سَبَّحَتْ لَهُ الأَرْضُ إِلَى الأَرَضِينَ السَّابِعَةِ )[27].
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِثْلِ الصَّمْتِ وَ الْمَشْيِ إِلَى بَيْتِهِ )[28].
وعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : ( مَنْ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ مُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَ رُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ )[29].
شكوى المسجد
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( ثَلاثَةٌ يَشْكُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : مَسْجِدٌ خَرَابٌ لا يُصَلِّي فِيهِ أَهْلُهُ وَ عَالِمٌ بَيْنَ جُهَّالٍ وَمُصْحَفٌ مُعَلَّقٌ قَدْ وَقَعَ عَلَيْهِ الْغُبَارُ لا يُقْرَأُ فِيهِ ).
وعَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : ( يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَةٌ يَشْكُونَ : الْمُصْحَفُ وَ الْمَسْجِدُ وَ الْعِتْرَةُ يَقُولُ الْمُصْحَفُ يَا رَبِّ حَرَّفُونِي وَ مَزَّقُونِي وَ يَقُولُ الْمَسْجِدُ يَا رَبِّ عَطَّلُونِي وَ ضَيَّعُونِي وَ تَقُولُ الْعِتْرَةُ يَا رَبِّ قَتَلُونَا وَ طَرَدُونَا وَ شَرَّدُونَا فَأَجْثُو لِلرُّكْبَتَيْنِ فِي الْخُصُومَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِي أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ )[30].
حدود الْجِوَارِ للمسجد
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : ( حَرِيمُ الْمَسْجِدِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً وَ الْجِوَارُ أَرْبَعُونَ دَاراً مِنْ أَرْبَعَةِ جَوَانِبِهَا )[31].
ثواب بناء المسجد
وفي الصحيح عن أبي عبيدة الحذّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : ( مَنْ بَنَى مَسْجِداً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَمَرَّ بِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَقَدْ سَوَّيْتُ بِأَحْجَارٍ مَسْجِداً فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نَرْجُوا أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ ذَاكَ قَالَ نَعَمْ .
وعَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصِيبَ أَهْلَ الأَرْضِ بِعَذَابٍ قَالَ لَوْلا الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ وَ يَعْمُرُونَ مَسَاجِدِي وَ يَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ لَوْلاهُمْ لأَنْزَلْتُ عَذَابِي ).
وَفِي عِقَابِ الأَعْمَالِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : ( مَنْ بَنَى مَسْجِداً فِي الدُّنْيَا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شِبْرٍ مِنْهُ أَوْ قَالَ بِكُلِّ ذِرَاعٍ مِنْهُ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ عَامٍ مَدِينَةً مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزُمُرُّدٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ... الْحَدِيثَ )وَ فِيهِ ثَوَابٌ جَزِيلٌ [32].
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ وعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصِيبَ أَهْلَ الأَرْضِ بِعَذَابٍ قَالَ لَوْلا الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ بِجَلالِي وَيَعْمُرُونَ مَسَاجِدِي وَيَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ لأَنْزَلْتُ عَذَابِي )[33].
وعَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( مَنْ كَانَ الْقُرْآنُ حَدِيثَهُ وَالْمَسْجِدُ بَيْتَهُ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ )[34].
الهوامش:
[1] الكافي
[2] وسائل الشيعة ج4 ص116
[3] وسائل الشيعة ج4 ص116ح 4663
[4] وسائل الشيعة ج1 ص381 ح1007
[5] وسائل الشيعة ج4 ص116ح 4664
[6] وسائل الشيعة ج4 ص117ح 4666
[7] وسائل الشيعة ج4 ص118
[8] وسائل الشيعة ج4 ص117ح 4667
[9] وسائل الشيعة ج4 ص117ح 4668
[10] وسائل الشيعة ج4 ص117 – 118 ح4669
[11] وسائل الشيعة ج1 ص380ح 1005
[12] وسائل الشيعة ج1 ص381 ح1007
[13] وسائل الشيعة ج1 ص382 ح 1008
[14] وسائل الشيعة ج5 ص194
[15] وسائل الشيعة ج5 ص195
[16] وسائل الشيعة ج5 ص195
[17] وسائل الشيعة ج5 ص194
[18] وسائل الشيعة ج5 ص195
[19] وسائل الشيعة ج5 ص196
[20] وسائل الشيعة ج5 ص196
[21] وسائل الشيعة ج5 ص196
[22] وسائل الشيعة ج5 ص196
[23] وسائل الشيعة ج5 ص198
[24] وسائل الشيعة ج5 ص199
[25] وسائل الشيعة ج5 ص199
[26] وسائل الشيعة ج5 ص199
[27] وسائل الشيعة ج5 ص201
[28] وسائل الشيعة ج5 ص201
[29] وسائل الشيعة ج5 ص201
[30] وسائل الشيعة ج5 ص202
[31] وسائل الشيعة ج5 ص202
[32] وسائل الشيعة ج5 ص205
[33] وسائل الشيعة ج5 ص205
[34] وسائل الشيعة ج5 ص198