وبحسب توصيف مراسل وكالة الأنباء " رويترز" يعتبر مسجد عيد كاه المشهور في وسط آسيا رمزا لهذه المدينة، ويمكنكم أن تروا فى أنحاء المدينة نساء من قومية الويغور المسلمة ويرتدين الفساتين وغطاء الرأس أو منديل الرأس المتعدد الألوان وبعضهن يغطين وجوههن بشيء يشبه النقاب الإسلامي وفي الميدان أو الشارع أمام المسجد، يعرّض بعض الشيوخ أنفسهم للشمس وهم يلبسون العباءة الطويلة إلى الركبة والقبعة المطرّزة، ويظهر أنهم يعيشون فى هدوء وطمأنينة.
"عيد كاه" فهي كلمة مركبة من العربية والفارسية وتحمل معنى"مكان اجتماع في الأعياد". وتبلغ مساحة مسجد عيد كاه ( في شمال غربي ميدان عيد كاه في قلب مدينة كاشغر في الصين) أكثر من سبعة عشر ألف متر مربع.، وبني في العام 1442 م .
انه الأكبر من نوعه في الصين.، حتى ليقال إن من عاد من منطقة شينجيانغ دون أن يزور مسجد عيد كاه في كاشغر فقد عاد بخفى حنين، ونعرف من ذلك مدى تأثيره ومكانته.
وتكتسى بوابة المسجد باللون الأخضر الخفيف، كما تزين أعاليها بنقوش بديعة، وتظهر على عقديها العلويين آية من الذكر الحكيم مكتوبة بخط جميل، ويرتفع برج البوابة الطوبي الأحمر اثني عشر مترا فوق اديم الأرض، ويزخرف على أعاليه وجانبيه بمشكلات معقوفة ذات حواش بيضاء تسر الناظرين بمهابتها وروعتها.
أما المنارتان القائمتان على جانبي البوابة، فقد بنيتا من الطوب، وتبدوان على شكل اسطوانة، وترتفعان ثمانية عشر مترا، وعلى كلتا قمتيهما علامة هلال. وتتجاوب هاتان المنارتان مع نظيرتهما فوق قبة قاعة الصلاة فيما وراء البوابة لابراز مزايا المباني الإسلامية.
مكة الصغرى
يحمل المسجد لقب "مكة الصغرى". إنه نموذج بارز لفن العمارة التقليدي لقومية الويغور، وهو أحد أكبر المساجد في الصين. ويعتبر القلب النابض لمدينة كاشغر، حيث عبق الماضي وتطلعات المستقبل لأبناء المدينة العريقة.
في كل صباح تستيقظ كاشغر القديمة على صوت الأذان، فيشرع الناس في الخروج من المدينة القديمة إلى الشارع يلفهم هدوء جليل، إذ لا تسمع سوى وقع خطو الناس وهم يحثون السير إلى المسجد لتلبية نداء الصلاة. لا يسمح بدخول الزوار إلى المسجد إلا بعد انتهاء الصلاة.
أمام مسجد عيد كاه ميدان واسع، يجتمع فيه آلاف المسلمين خلال عيدي الأضحى والفطر المباركين، يبدو الخشوع على محياهم وكأنهم ييممون وجههم شطر المسجد الحرام. من هذا المكان ينطلق صوت إمام المسجد الذي تنبعث منه قوة السلام والإيمان. في تلك اللحظات تتوقف مظاهر الحياة وجميع الأنشطة الدنيوية الأخرى في مدينة كاشغر، ويبقى مسجد عيد كاه القلب النابض الوحيد في المدينة.