تحوي المنطقة ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة آثارا إسلامية عظيمة، فهي حازت على نصيب الأسد من الغزوات يبين المسلمين والكفار حتى فتح مكة، وأقيم بها معظم مساجد الصحابة.
وفي منطقة المدينة المنورة، وتحديدا في موقع غزة الخندق يقف التاريخ شاهدا على أقدم 6 مساجد أو مصليات تعد من المعالم الأثرية والتاريخية البارزة التي يزورها الآلاف من الحجاج والزوار سنوياً.
الغريب أن تلك المساجد مشهورة بين أهل المدينة والمملكة ككل وزوارها بالمساجد السبعة على الرغم من أنها فقط ست مساجد، لكن لربما قرب مسجد القبلتين الواقع على امتداد طريق المساجد السبعة الذي لا يبعد عنها إلا كيلومتراً واحداً تقريباً، يجعل كثيراً من العامة والمصلين والزوار يضيفونه إلى المساجد الستة، فيسمونها السبعة، لأن من يزور تلك المساجد عادة يزور مسجد القبلتين أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة.
وبعض المؤرخين يبرر الأمر بكون هذه المساجد كانت في الأصل سبعة ولكن أحدها اندثر واختفت معالمه ونُسي اسمه، لافتين إلى العلاقة التاريخية للمساجد بغزوة الخندق في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، واعتقاد البعض وكثير من الباحثين بأن تلك المساجد الباقية كانت مصليات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في غزوة الخندق؛ وكانوا يصلون ويقومون ليلهم ويرابطون بها كل واحد في المصلّى الذي سُمِّي به، بسبب ارتباطهم بالخطة التي قامت عليها الغزوة، موضحاً أنها تقع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون عندما زحفت إليها جيوش قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة حيث وقعت أحداث غزوة الخندق التي تعرف أيضاً بمسمَّى غزوة الأحزاب.
مسجد الفتح
وهو أكبر المساجد السبعة، مبنيٌّ فوق رابية غرب جبل سلع، ويروى أنه سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلَّى لرسول الله، أو لأن تلك الغزوة كانت- في نتائجها- فتحاً على المسلمين, وقد بناه عمر بن عبد العزيز في فترة إمارته على المدينة بالحجارة ثم جُدّد مرة أخرى بأمر الوزير سيف الدين بن أبي الهيجاء ثم أُعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول.
مسجد سلمان الفارسي
ويقع جنوبي مسجد الفتح مباشرة، وسُمِّي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزوة الأحزاب, وبُني هذا المسجد في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة أيضاً، وجُدّد بأمر الوزير سيف الدين أبي الهيجاء عام 575هـ, وأُعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبدالمجيد الأول.
مسجد علي بن أبي طالب
ويقع شرقي مسجد فاطمة على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل, بُني هذا المسجد وجُدّد على الأرجح مع مسجد الفتح ويروى أن علياً قتل في هذا الموقع عمرو بن ود العامري الذي اجتاز الخندق في غزوة الأحزاب.
مسجد فاطمة الزهراء
ويُسمَّى في المصادر التاريخية مسجد سعد بن معاذ، وهو أصغر مساجد هذه المجموعة, وآخر بناء له على نمط أبنية المجموعة نفسها يرجح أنه كان في العصر العثماني في عهد السلطان عبد المجيد الأول .