- للمساجد وظائف منوعة جدا ويؤدي تنفيذها إلى التضامن في المجتمع، ونظرا إلى القوة المتوفرة في المساجد والاستفادة الأمثل من الإمكانيات يمكن رسم مستقبل واضح المعالم للمجتمع.
- من دون شك ان المساجد تعتبر من العناصر غير المنفصلة في المجتمعات الإسلامية؛ ذلك لان هذا المكان المقدس يعتبر من العوامل المهمة لبقاء واستمرار الثقافة الإسلامية. نظرا إلى ان المساجد تؤدي وظائف متنوعة جدا، فتظهر ضرورة تنفيذها إلى التضامن في المجتمع. من البديهي بان نظرا إلى القوة المتوفرة في المسجد والاستفادة القصوى من الإمكانيات يمكن رسم مستقبل واضح المعالم للمجتمع.
هذه المقالة تحاول وبواسطة دراسة الأساليب الحديثة في مشاركة الناس ان توضح أساليب العمران المادي والمعنوي للمساجد كي يتم الاستفادة من هذه الوظائف للرقي بتلك الأساليب بشكل كبير.
خلق الجاذبية في طاقم المساجد
نظرا إلى تطور تقنية بناء العلاقات على المستوى العالمي، أصبح العالم قرية صغيرة، بإمكان أي شخص معرفة أحوال الآخرين بسهولة وبشكل كامل. ففي يومنا هذا تحاول الأساليب الحديثة في الإعلام الجماعي تشويش أذهان الناس وبالتحديد المسلمين.
فوسائل الإعلام الجماعية كالأقمار الاصطناعية والإذاعة وبالاستفادة من العلم الحديث في مجال علم النفس معرفة حاجات الناس، وتحاول توجيهها فإنها تعمل ليلا ونهارا على نشر أفكارها. هنا يطرح سؤال نفسه، بانه هل يمكن تولي توجيه الناس وبالتحديد الشباب الذين يتعرضون إلى المخاطر. بينما يتعرض الدين والأفكار الدينية بشدة وعنف في عالمنا اليوم؟ فمن دون شك ان القيام بهذا الواجب الإلهي وتبليغ المعارف بواسطة التصريحات العديدة في مجال الدين، يكتسب أهمية قصوى.
الاستفادة من علماء الدين الناشطين
يعتبر إمام الجماعة أهم ركن في المسجد، يمكنه وبواسطة الأداء الملائم والصحيح، تمهيد الأرضية الجيدة لاستقطاب الشباب في المساجد. فان فترة الشباب وباعتبارها أهم فترة في بناء مبادئ شخصية الإنسان. فضلا عن هذا ان الغزو الثقافي في السنوات المنصرمة، خلقت ظروفا جعلت معها اتخاذ القرار عملية صعبة للشباب، على هذا وبما ان الشباب هم مستقبل الثورة فإنها تزيد على حساسية السلوك وكذلك رؤية الشباب.
ففي يومنا هذا تحولت الإدارة إلى أحد ضروريات حاجات الإنسان، ويمكن للإدارة الصحيحة حتى في ظل الظروف المتردية ان تعتبر كعامل مؤثر جدا في الرقي بالمجتمع. فالمدير الرئيس للمسجد هو إمام الجماعة والى جانب مجلس الأمناء المكونين من الأشخاص أصحاب السمعة الجيدة والفاعلة، يتولون قيادة المسجد. فالإدارة الكاملة تتم عندما يكون عالم الدين في المسجد دائما بشكل ناشط ودائمي.
في يومنا هذا وببركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تم بناء مدارس علمية مختلفة في كافة أنحاء البلاد وإنها تقوم بتربية القوى الشابة والمستعدة للتبليغ. فمن المتوقع بان يعرف علماء الدين الموقرين المعارف الإسلامية ويقومون كذلك بالتعبير عنها بشكل حديث يثير رغبة الشباب. كما يجب عند استقطاب علماء الدين والدعاة إلى ظروفهم، كما ان القرآن يذم القيام بمثل هذا العمل من دون علم ووعي. وان الله يعذب القائم به. هناك ظروف مختلفة يمكن للشخص تولي إدارة المسجد يمكن الإشارة إلى القضايا التالية منها:
الفقهية والعلمية
يجب ان تتوفر في إمام الجماعة وفي الجانب الفقهي ظروف، تم التعبير عنها في كافة الأمكنة. ان يكون بالغا وعادلا ومن الشيعة الاثنا عشرية وعارفا بالصلاة وتلفظها والاحتياط الواجب هو إذا كان يعاني من مرض خاص يؤدي إلى عدم إقامته الصلاة، فلا يجوز إمامته للجماعة.
كما يجب ان يمتلك دائرة من الدراسات اليومية والصحف والأخبار وان يعرف الأخلاق والتربية والتعليم الإسلامي وفن الاستشارة والأدب الفارسي والمصطلحات اليومية والحديثة والتاريخ والشعر والقصة والألغاز والمزاح والاقتصاد والقضايا المستحدثة وان يتحدث عنها في كلامه وخطابته وان يستفيد منها في تفهيم القضايا بشكل أفضل كي يتم استقطاب أشخاص كثر إلى المسجد.
الوضع الظاهري
ان اول ما يلفت الانتباه في المواجهة الأولى مع الأفراد هو لباس الأفراد ونوعه إذ يبين شخصيته ونوع فكره. نظر إلى نشر الإسلام وأهمية تبليغ الدين في المجتمع يجب بذل الاهتمام الخاص بنوع تأثير الداعية. فعلى الدعاة الاستفادة من ألبسة تلقي الهدوء في نفوس الأشخاص.
يجب ان يكون الداعية مزينا ظاهريا وان يتمتع بالسلامة الجسدية. فتزيين الدعاة لها تأثير في استقطاب الشباب، ذلك ان أغلبية الأشخاص يعرفون بواطن الناس من ظواهرهم ويرغبون في مصاحبة الطرف المقابل. فعلى الداعية ان يكون منظما وان يغسل أسنانه بالسواك وان تكون رائحة فمه معطرة.
الكلام
يجب ان يتحدث علماء الدين بشكل يثير جلوسهم والاستفادة من كلامهم الرغبة في نفوس الناس. فان قوة البيان في تقديم القضايا يعتبر أمرا ضروريا يمكن الحصول عليه بواسطة الممارسات المختلفة كي يؤدي إلى بناء العلاقة والصداقة بين الناس وعلماء الدين. هذا ومن الأفضل الاهتمام بالقضايا السيكولوجية وكيفية تأثيرها في تقديم أي قضية، على سبيل المثال يجب ان يقومون باختيار عنوان جميل للمحاضرة. لا يجب ان تكون المحاضرة بشكل أحادي الجانب، بل يجب تخصيص مجال لطرح الأفكار وأسئلة الشباب.
السلوك
ان بشاشة الوجه والأخلاق الحسن، كان محل تأكيد كبار ديننا وإنهم أكدوا كثيرا على التعامل الحسن من قبل أولئك الذين يتولون واجب التبليغ ونشر الثقافة الدينية في المجتمع. فعلى الداعية ان يكون على خلق حسن وان يحاول في كسب رضا الأطراف وان يمهد الأرضية للدعاية البناءة.
ان المواجهة المليئة بالمحبة ومعرفة أفكار الشباب يمهدان الأرضية الجيدة لنزوع الشباب إلى المسجد، فان إمام الجماعة وليس في داخل المسجد فقط، بل خارج المسجد يمكنه التعامل بحفاوة مع الشباب. ان هذا الاحترام يجب ان يتجلى في إطار الاستماع إليهم وإبداء الصبر في التعامل معهم وتحديد الطريق الصحيح لتوجيه الشباب.
الاستفادة من الإمكانيات الحديثة
يؤدي أئمة الجماعات في المساجد الموقرين دورا مباشرا ومهما، مع ان علماء الدين في المساجد يقومون بتحديث معلوماتهم بواسطة التقنيات الحديثة، كمعرفة التواصل عبر الانترنت والكمبيوتر وتقديم القضايا العلمية عبر الباوربوينت والاستفادة من الفيديو وما ما شابهها يؤدي إلى مراجعة الشباب بشكل كبير للبحث عن أجوبة للأسئلة الشبهات إلى المساجد وإمام الجماعة في المسجد.
الاستفادة من الخادم الشاب
يؤدي خدمة المساجد دورا كبيرا في استقطاب الأشخاص إلى المسجد. فأغلبية الخدام ومن يقومون بتنظيف المساجد لا يمتلكون أموالا كبيرة ويعدون فقراء ولهذا انهم يتولون مهمة خدمة المساجد بغية حلحلة المشاكل في الحياة وتلبية الحاجات. فأغلبية الخدمة في المساجد من كبار السن وضعفاء في جانب العقيدة. فأنهم يستخدمون غرفة المسجد للإسكان ويستفيدون من المياه والكهرباء والغاز والهاتف في المسجد بالمجان، لكن بما انهم لم يستلموا هذه المهمة بحب ورغبة دينية، فلا يتعاملون مع زحمة المساجد بصبر وتأني وكلما أصبح المسجد اقل ترددا فأنهم يعيشون في راحة ويقضون حياتهم. ان هذا يسبب عاملا مهما يحول دون تواجد الشباب واليافعين إلى المساجد، وإنهم يحولون دون إقامة الصفوف التعليمية.
يجب إعادة النظر في قضية خدمة المساجد بجدية بسبب مكامن الضعف. يجب وضع شروط خاصة في استخدام الخدام ولا يتم اختيار كبار السن لهذا العمل، بل وبواسطة استخدام القوى الشابة من يتولون الاهتمام بشؤون المساجد بشكل أفضل، يتم تمهيد الأرضية لتواجد مختلف الأشخاص في المسجد. فان هذا العائق الكبير لا يمكن توقع تواجد الشباب واليافعين في المساجد كثيرا.
يجب ان تتوفر في خادم المسجد الشروط التالية، أولا ان يكون شابا ويمتلك صوتا جميلا ومنظرا جميلا وثانيا يجب ان يكون أستاذا للقرآن الكريم ويمكنه بنفسه ان يعلم الشباب في الحي القرآن وثالثا يجب ان تكون مستوى دراساته تتجاوز الدبلوم. وإذا كان هناك شاب يريد تولي مهمة خادم المسجد فيجب توفير حياته عبر هذا الطريق.
يجب ان يؤمن خادم المسجد بالمبادئ الإسلامية وان يقبل هذا المنصب بحب ورغبة وان يفتخر بوضع أحذية المصلين والعابدين في المسجد. فبغية حلحلة هذه المشاكل يجب إقامة دورات تعليمية لخدام المساجد وتحديد رواتب ومزايا لهم حتى لا يكون لديهم هاجس الراتب والأموال وان يكونوا في خدمة المسجد والمصلين ومخاطبي المسجد.
تأسيس جميعات خاصة بالشباب
من الأفضل ان تقوم المساجد بغية القيام بإعمالها ونشاطاتها بشكل أفضل بتأسيس مكتب لها يحمل عنوان الشباب كي يقوم بأعمال لها صلة بالشباب بواسطة هذا المكتب وان يقوم برعاية المكتب وان يخطط لكافة الأعمال التي تخص الشباب وان يقوم هذا المركز بإشراف مجلس أمناء بالقضايا الثقافية والتعليمية التي يحتاجها.
ان بعض حاجات الشباب تختص أعمارهم وبسبب الأعمال الكبيرة الملقاة على عاتق مجلس الأمناء يتم نسيان هذا العمل المهم. ان تولي الشباب أمورهم يؤدي إلى تشجيعهم في حل مشاكلهم. فان إقامة دورات تعليمية للأسرة للشباب والاستشارة في مجال الزواج يمكن ان يترك تأثيره على علاقة المسجد بالأسر.
إقامة جلسات الأسرة في المساجد
ان استشارة الأسرة تعتبر من أهم القضايا التي يجب وضعها ضمن برامج القائمين على تخطيط المساجد ويجب ان تحدد المساجد فترة محددة لاستشارة الأسر. كما ان السمك لها حياتها في المياه، فان المؤمن يجد حياته في المسجد وفي غير هذا فانه يتجه نحو المادية ونحن نرى بانه في الأعوام الماضية اتجه الشباب وكبار السن نحو ممارسات مثيرة للقلق.
بالرغم من الإمكانيات الجدية التي نشاهدها في المساجد، لكن يجب تخصيص غرفة خاصة لمعالجة مشاكل الناس الأسرية. فبسبب التكلفة المرتفعة للمستشارين وإهدار وقت الأشخاص في منح الوقت المسبق لهم، يمكن خلق بيئة نزيهة للاستشارة في هذا المكان المقدس.
ان إقامة الجلسات ومحافل الوعظ والخطابة وتعظيم الشعائر الإسلامية، يمكنها ان تخلق الأجواء الملائمة لحضور النخبة في الحوزة والجامعة في مجال تقديم الاستشارة إلى مجلس الأمناء. فان المعرفة مع غرفة الاستشارة عبر نشر أوراق تعريفية ومحاضرات مجلس الأمناء، يمكن ان يندرج ضمن البرامج المهمة للمسجد. ان المجالس الدينية تمتلك الإمكانية الضرورية للقيام بالاستشارة وحتى يمكنها ان تؤدي إلى الرقي بهذه الحركة.
ان إقامة حلقات المعرفة وجلسات السؤال والإجابة وبيان الأحكام عند أداء فريضة صلاة الجماعة تعتبر من ضمن البرامج التي يمكن لوحدة الاستشارة وإرشاد المسجد ان تقوم بها طوال الأسبوع أو شهريا.