إمام جماعة مسجد ولي العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، شهيد المحراب
من وادي السلام إلى مدينة قم
ولد سيد احمد آقا ميري عام 1315 للهجرة الشمسية في سلطانية في محافظة زنجان في أسرة متدينة. بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية وبما انه كان يتمتع بذكاء كبير وكان متقيا، اتجه إلى الحوزة العلمية في "هيدج" ومن ثم الحوزة العلمية في مدينة زنجان، بغية تعليم العلوم والمعارف الإسلامية. توجه إلى مدينة النجف الأشرف عام 1337 لإكمال دراسته. وتعلم على يد أساتذة كبار من أمثال آية الله الحاج سيد محسن طبطبائي حكيم وآية الله الشيخ عبد الكريم زنجاني وعلماء آخرون. انه يقول بان في سنوات الدراسة بعيدا عن الوطن تحمل الكثير من المشاكل إذ كان لا يتناول شيئا طوال اليوم إلا خبزة واحدة لكن لم تعرقل أي من تلك المشاكل مسيره وحبه ودافعة في سبيل التعليم.
رجع بعد فترة للقاء أسرته وعملا بصلة الرحم إلى طهران لكن عندما أراد ان يرجع إلى النجف الأشرف ثانية، لم يُسمح له بالدخول إلى العراق، بسبب الثورة التي شهدتها العراق فبقي في إيران. ان هذا الأمر لم يشكل الذريعة لعدم تعلم العلوم الدينية وعلى هذا توجه إلى مدينة قم المقدسة لكي يمكنه الاستفادة من حوزة قم حديثة العهد وتلقى التعليم على يد آية الله بروجردي وآية الله وحيد شيرازي وتزوج عام 1346 من بنت آية الله سيد محمد مير طاهري وهو من علماء الدين المناضلين في عهده.
الاعتصام في جامعة طهران
كان الشهيد حجة الإسلام سيد احمد آقا ميري زنجاني ينفر من الطاغوت وأعوانه وكان غاضبا من البلاط البهلوي بسبب الجرائم والخيانة التي ارتكبت على يد البهلوي وأعوانه حتى انطلقت شرارة نهضة الـ 15 من خرداد عام 1342 على يد إمام الأمة رحمة الله تعالى عليه في مواجهة الطاغوت وانضم آقا سيد احمد إلى جموع الناس وعلماء الدين الثوريين الغفيرة.
كان يتحدث هذا الشهيد الكبير عن الإمام والثورة الإسلامي في المساجد والمجالس وكان يتقدم الناس في المظاهرات وكان يفضح نظام الشاه البهلوي من خلال الخطابات النارية التي كان يلقيها في شهر دي عام 1357 وعندما أغلق بختيار أبواب المطارات كي يمنع دخول الإمام قدس سره الشريف، انه وبرفقة عدد من علماء الدين والعلماء المناضلين اضربوا لعدة أيام عن الطعام في مسجد جامعة طهران، إلى ان هبطت طائرة باريس طهران على الأرض ونورت قلوب الملايين من محبي الإمام قدس سره الشريف.
محراب متلطخ بالدماء
بدأت أيام الثورة العصيبة وكان المؤمنون المجاهدون يبحثون عن القيا بواجبهم الشرعي. ان هذا العالم الديني المناضل التقى بالإمام قدس سره الشريف في الـ 19 من بهمن عام 1357 وتلقى أمرا منه كي يقوم يجمع الأسلحة التي كانت بحوزة الناس وبقت منذ عهد النضال ويمنحها للشباب المؤمنين والمضحين لحماية الثورة وبإصدار التراخيص وذلك بالأشراف على الأمر وتنظيم الأمور.
أخيرا ان هذا العالم الكبير الذي كان يتولى مسئولية إمامة جماعة مسجد إمام الزمن عجل الله تعالى فرجه الشريف في طهران، غرق في الدماء في الـ 26 من بهمن عام 1357 عند إقامة صلاة المغرب في محراب العبادة واحمرت آخر غزل من كتاب حياته الأخضر بدمه المطهر ودفن في القطعة الـ 24 من جنة الزهراء سلام الله عليها.
الإمعان في سهم الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف
كان صون لباس الطلبة والتقوى قد ظهر في وجود هذا الشهيد العزيز بشكل خاص. تقول بنت الشهيد الكبرى:
كنت قد أحببت دمية وكنت ابكي حتى يأخذها والدي لي. لم يكن يمتلك والدي المال لشرائها لكن كان يمتلك مبلغا من الوجوهات الشرعيّة مع انه كان يحب كثيرا بان يلبي طلبي لكن توجه لي وقال: يا بُنيتي ان الأموال التي بحوزتي تعود إلى إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يمكنني صرف أموال إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف للتكاليف الزائدة وغير ضرورية، لو تجبين إنني امنح مالا لامك كي تشتري لك بمالها هذه الدمية. عندما شاهدت الغضب في وجه والدي قلت لا لا أريد ان ترتكبوا ذنبا.