سيد مهدي بهشتي
المسجد بيت الله. هذا البيت له أهمية كبري إذ جعل الله أفضل عباده للقيام بتطهيره وعلى هذا على الناس مراعاة المبادئ الصحية عند الدخول إلى دور المساجد
المقدمة
ان الله نظيف وبني الإسلام على النظافة ولا يدخل الجنة إلا النظيف (ري شهري 3303/4) وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222) واعتبروا النظافة من الإيمان (مستغفري 21) على هذا اعتبروا النظافة والطهارة والرائحة الطيبة من أخلاق الأنبياء (الكليني 5/567) من أول الأوامر التي يأمر الله النبي هي الطهارة (المدثر 4).
المسجد بيت الله. (الصدوق من لا يحضره الفقيه 1/199) هذا البيت له أهمية كبري إذ جعل الله أفضل عباده للقيام بتطهيره (الحج 26) وعلى هذا على الناس مراعاة المبادئ الصحية عند الدخول إلى دور المساجد
المصلي الطاهر:
توصي الآية 31 من سورة الأعراف بأخذ الزينة عند الدخول في المسجد وان الزينة قد تكون الزينة الظاهرية كاللباس النظيف أو الرائحة الطيبة وقد تكون الزينة الباطنية وهي تنظيف الروح والاتسام بالسمات المحمودة.
أكد النبي ص والأئمة الأطهار عند الحديث عن آداب المسجد كثيرا على النظافة الفردية عند الذهاب إلى المسجد على سبيل المثال: (لن يدخل الجنة إلا كل نظيف (الشعيري 71) ومَن أتاها متطهّراً طهره الله من ذنوبه وكُتب من زوّار (الصدوق الامالي 359).
من أكل من هذه الشجرة (الثوم والبصل) فلا يقربنا حتى يذهب ريحها (ابن شعبة 119) ومن تنخع في المسجد ثم ردها في جوفه لم تمر بداء في جوفه إلا أبرأته (البرقي 1/55).
على المصلي ان يخلع نعليه عند الدخول في المسجد (الطوسي 3/ 256). يستحب السواك عند كل صلاة وروي أن ركعتين بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك (البرقي 2/562).
من توصيات الشريعة إلى المصلي التطيب عند التوجه إلى المسجد (حر العاملي 5/ 203).
المسجد النظيف
ان المسجد بيت الله وان الزوار هم ضيوف المسجد فيجب ان يكون هذا البيت نظيفا دائما كي يقوم الضيوف بذكر الله والمناجاة.
انه البيت الذي يخصص ثواب لنظافته وتحدد مغفرة لمن يقوم بالنظافة. (الصدوق الامالي 501) ان مطهر المسجد هو من يحب ان لا يصبح فريسة الحشرات بعد الموت (ابن شاذان القمي 153) ان هذا الأمر يدل على أهمية نظافة المسجد وطهارته ومكانة القائم بالنظافة إذ قال الإمام الكاظم عليه السلام: اِنَّ الجنَّةَ وَ الْحُورَ لَتَشْتاقُ الى مَنْ يكْسِحُ الْمَسْجِدَ أو يَأخُذُ مِنْهُ الْقَذي. مجلسي، ٨٠/٣٨٢
كما يرى مؤسس الدين بغية الابتعاد عن تلوث المساجد بان يتم وضع المرافق الصحية خارج المسجد والى جانب مداخلها في تصميم المساجد. (ابن أشعث 51)
وفضلا عن هذا لا يجب نظافة المسجد فقط بل يحب تطيبها وان تكون عطرة كي تزيد من الأجواء الممتعة فيها. قال النبي: إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ (الحويزي 5/ 240) وأمرنا ان نعطر المساجد كل يوم (ابن حيون 1/ 149).
الطفل الذي يتردد على المسجد:
من واجبنا عملا بالسنة النبوية والأئمة المعصومين ان نمهد الطريق لتواجد الأطفال في المسجد وان نوفر الأرضية لتواجد هذه الطبقة في المسجد ان الأطفال هم من يمارسون الصلاة بالحضور في المسجد كما يتعلمون الديانة.
على هذا يجب ان نمهد الأرضية لحضور الأطفال في بيت الله باعتبارنا مسئولين عن المساجد.
الطرق الصحية للحضور الأطفال:
يجب توفير الأرضية لتواجد هذه الطبقة المعرضة للمخاطر في المسجد كي تعيش بأمن كامل في الجانب الصحي.
الصحة الفردية:
لكي يحضر الأطفال في المساجد يجب ان يراقب الإباء الكرام جانب صحة الألبسة واليد والوجه والأرجل ذلك لأنه أوصى الوالدين ان يأخذوا الأطفال إلى المسجد ويجلسوهم إلى جانبهم (الكليني 3/409)
على الإباء ان ينتبهوا بأنه من الأفضل وقبل الذهاب إلى المسجد اخذ الأطفال إلى المرافق الصحية في البيت لكي يتوضئوا ولا يحتاجوا إلى الغسل والوضوء في المسجد.
صحة البيئة: من الواجب ان يمهد المسئولون في مجال الصحة الأمور التالية لتواجد الأطفال، منها:
نظافة المرافق الصحية وتوفرها والاستفادة من مرافق مناسبة للأطفال.
إعداد المرافق الصحية بالصابون والنعلين الخاص بالأطفال والاستفادة من المواد المطهرة التي تمنع انتشار الأمراض.
وضع مكان مناسب للنعلين أو ظروف بلاستيكية للاستعمال مرة واحدة لوضع الحذاء فيها
إعداد التربة النظيفة والحديثة لأداء الأطفال الصلاة
توفير البرادة داخل باحة المسجد معدة بالأكواب للاستعمال مرة واحدة
غسل فرش المسجد بين حين وآخر كي لا يؤدي إلى تلوث البيئة للأطفال
تطييب المسجد بشكل دائم بعطر مهدئ يحمل رائحة طيبة
إعداد سطل للنفايات داخل المسجد
إعداد محارم ورقية للأطفال عند الحاجة
الصحة المعنوية:
لنعلم أطفالنا بان المسجد هو مكان للعبادة والتسبيح وتقديس الخالق. وليس للأعمال الأخرى لكن لا ننسى بان من طبيعة الطفل اللعب إذ تتقدم على أعماله الأخرى لكن يجب ان نعلمهم بأسلوب حديث وجذاب بان في المسجد يجب ان نعتبر أنفسنا لا نساوي شيئا أمام الله تعالى وان نسبحه تسبيحا.
الصحة النفسية:
تواجد أشخاص ذي خبرة في المسجد لبناء العلاقة مع الأطفال بأساليب جذابة والحؤول دون إقامة العلاقة مع الآخرين ذلك لأنه قد يتعلمون موضوعات لا تختص بسنهم.
الحؤول دون المواجهات العنيفة والمشينة من قبل عدد من المصلين مع الأطفال
عدم إطالة الصلاة والمحاضرات وبرامج المسجد
تنظيم مكبرات الصوت حتى لا تسبب الإزعاج للطبقات الضعيفة
الاهتمام المحاضرين والرادود بحضور الأطفال في المسجد وإبراز تواجدهم للآخرين
احترام أهل المسجد الأطفال احترام كاملا وإعطائهم الشخصية والمكانة
إقامة الأذان والصلاة بصوت جذاب
إحلال عالم ديني شاب وناشط وفاعل بدلا من عالم الدين كبير السن لا يتمتع بالجاذبية
التعامل الصحيح إذا ما برز من الأطفال الأعمال المتسمة بالفضول
على أمل ظهور اطهر الطاهرين في العالم من اطهر مسجد العالم.
المصادر:
ابن شعث، محمد بن محمد: الجعفريات، طهران، مكتبة النينوي الحديثة، بي تا.
ابن بابويه، محمد بن علي: من لا يحضره الفقيه، قم، مكتب المنشورات الاسلامية، 1413 ه.ق.
ابن بابويه، محمد بن علي: الامالي، بيروت، اعلمي، 1400، ه.ق.
ابن حيون، نعمان بن محمد مغربي، دعائم الاسلام، مصحح: فيضي، قم، آل البيت، 1385 ه. ق.
ابن شاذان قمي، ابوالفضل شاذان بن جبرئيل، الفضائل، قم، رضي، 1363. ه.ش.
ابن شعبه حراني، حسن بن علي: تحف العقول، التدقيق و التصحيح: غفاري، قم، جامعة مدرسين، 1404 ه.ق.
برقي، احمد بن محمد بن خالد: المحاسن، قم، دار الكتب السلامية، 1371.ه.ق.
رهبري، حسن: مسجد نهاد عباد و ستاد ولايت ( مسجد مركز العبودية ومقر الولاية) طهران، سكرتارية المراكز المهتمة لشؤون المساجد، 1380.ه.ش.
العروسي الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، التدقيق: رسولي محلاتي، قم، اسماعيليان، 1415.ه.ق.
حرّعاملي، محمد بن حسن بن علي: وسائل الشيعة الي تحصيل مسائل الشريعة، قم، آل البيت، 1409.ه.ق.
ري شهري، محمد، ميزان الحكمة، قم دار الحديث، 1416.ه.ق.
شعيري، محمد بن محمد، جامع الاخبار،نجف، مطبعة حيدرية.
طوسي، محمد بن الحسن: تهذيب الاحكام، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1407.ه.ق.
كليني: الكافي، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1407ه.ق المجلد الرابع.
مجلسي، محمد باقر بن محمد تقي: بحار الانوار، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1403ه.ق.
مستغفري، جعفر بن محمد (م432):طب النبي، التدقيق: الهي خراساني، نجف مكتبة الحيدرية، 1385ه.ق.
موظف رستمي، محمد علي: «راه هاي جذب نوجوانان و جوانان به مسجد و نماز جماعت»، طهران، لجنة اقامة الصلاة، 1397ه.ش.